يتعرض الكثيرون لصعوبات وشدائد تتسبب في
تحطيمهم أو دفعهم لليأس وفقدان الأمل، ويتعرض
آخرون لنفس الصعوبات والشدائد لكنها تكون دافعاً
للأمل ولتقدير قيمة الحياة كما سنرى مع سوزان
بريج التي تصنع مجوهرات غير تقليدية:
اكتشفت سوزان إصابتها بالسرطان في عام
2004 وقامت حينها بشراء الدفعة الأولى من علاجها
بمبلغ 500 دولار، وتقول سوزان أنها نظرت حينها
لفاتورة الدواء ثم لأقراصه وفكّرت كيف أن تلك
الأقراص الصغيرة تناظر المجوهرات الثمينة في
قيمتها!!
لم تقف سوزان بريج عند التفكير بل ذهبت لأبعد من
ذلك بأن حولت بالفعل تلك الحبوب والأقراص
الصغيرة إلى جزء من الحِليات التي تستخدمها في
صناعة مجوهراتها!!
تعيش سوزان في منطقة ألتادينا في ولاية
كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وتبلغ من العمر 61 عاماً
وتعمل ككاتبة ورسامة في مجلة للفنون.
وبدأت سوزان تنفيذ تلك الفكرة عام 2007 في أحد
المعارض الفنية الطبية حين استخدمت الحبوب
والأقراص لعمل إعلان لأحد الشركات، ثم تطورت
الفكرة بعد ذلك حين لم يغطي التأمين الصحي
علاجها بالكامل ووجدت نفسها في مأزق مع العديد
من الفواتير الغير مدفوعة!
ذا بدأت استخدام حبوب وأقراص أدوية السرطان
القديمة في صناعة القلادات والأقراط وغيرها من
أدوات الزينة لتغطية نفقات علاجها، وتقوم ببيع
القطعة الفنية الواحدة بمبالغ تتراوح ما بين 15 إلى
150 دولار.
تعافت اليوم بريج تماماً من السرطان وبقي أمامها
الفواتير الغير مدفوعة، والتي وجدت لها هذا الحل
الغير تقليدي. فتخيلوا معي كيف واجهت تلك المرأة
الكبيرة في السن هذه الشدائد التي بدأت باكتشاف
إصابتها بالسرطان ثم تكلفة العلاج الباهظة التي لا
يغطيها التأمين الصحي!!
كان يمكن لسوزان بريج أن تستلم لتلك الظروف
الصعبة كما يفعل الكثيرون، لكنها اختارت طريق
التحدي لتحول تلك الشدائد لنجاح جعلها تتصدر
عناوين الكثير من جرائد العالم!.. وكأن لسان حالها
يقول كما قال الشاعر:
أُعَلّل النفس بالآمالِ أرقُبها .. ما أضيق العيشَ لولا
فسحةُ الإملِ!
وربنا يعافينا ويعافيكم